للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعلى هذا يحمل هذا البيت. انتهى كلامه. وهذا كلّه تطويل بلا طائل، فإنَّ رواية الفرّاء "كيلا" بلا النافية لا بما، والتصرف في الحرف بالحذف وغيره ثابت مع أنه خلاف الأصل، فكونه في الاسم أولى وأحقّ، والمراد بالترخيم في نحو هذا التخفيف بالحذف، وهو شائع في كلامهم، فلا وجه للتردد بين ترخيم المنادى وغيره، على أنّ الفراء إنما عبّر بالحذف، ومحل كلامه إنكار مجيء كي مخفَّفة من كيف، وحمل كي في البيت على معنى اللَّام بمعونة "ما" الكافة على تقدير وجودها، فما يصنع بقول الآخر: كي تجنضحون إلى سلم .. البيت؟ وليس بعدها "ما" والمعنى على الاستفهام، ولعلّه يقول: إنَّ كي موضوعة للاستفهام عن حال الشيء بمعنى كيف، لا أنها مخففة منها كما هو مذهب جماعة، وحكاه الرّضي في "شرح الكافية" عن الأندسي.

وقال ابن يعيش في "شرح المفصّل": وفي كيف لغتان، قالوا: كيف، وكي. قال الشاعر: أو راعيان لبعران .. البيت، قالوا: كي هنا بمعنى "كيف" استفهام، وقال قوم: أراد: كيف، وإنما حذف الفاء تخفيفًا، كمات قالوا: سو أفعل، والمراد: سوف أفعل. انتهى. والظاهر أنه من ضرورة الشعر، كما قال ابن عصفور؛ إذ لو كانت كي موضوعة للاستفهام لوردت في الكلام، ولدوّنت في كتب اللغة كسائر الكلمات.

والبيتان مجهول قائلهما ولا يعرف تتمتهما. والبعران: جمع بعير، وهو في الإبل بمنزلة الرجل في الإنسان، ويحسّان: مضارع أحسّ الرجل الشيء إحساسًا: علم به، وأثرًا مفعوله، ورفضت، في رواية الفراء، من رفضت الإبل من باب ضرب: تفرقت في المرعى. ومعنى البيت غير واضح.

وأمّا قوله: كي تجنحون .. البيت، فقد زعم العيني أنه من شواهد سيبويه، وتبعه خدمة هذا الكتاب، هو غير موجود في "كتاب سيبويه" فإنَّ شواهده

<<  <  ج: ص:  >  >>