وقال ابن قتيبة في أوائل "أدب الكاتب": أفعل ذلك على ما خيّلت، أي: على ما شبهت من قولك هو مخيلٌ للخير، أي: خليق له. قال شارحه الحواليقي: وقولهم على ما خيّلت معناه: على أرت الحال، وشبّهت، فأضمر الحال، ولم يجر لها ذكر لعلم المخاطب بها، كما قال تعالى:(حتى توارت بالحجاب)[ص/ ٣٢] يعني الشمس، فأضمرها، ولم يجر لها ذكر، ويقال: معنى قولهم: على ما خيلت، أي: على ما أرتك نفسُك أنه الصواب، ويقال: على ما تخيلت وخيّلت هو الكلام الجيّد، والأصل فيه من قولهم: خيّلت السّحابة، وتخيّلت: إذا أرت مخيلة المطر والمخيلة نفسُ السحابة، فإذا أردت الفعل قلت: مخيلة والفعل منه خالت وأخالت وأخيلتت وتخيلت. انتهى كلامه، وقال الزمخشري في "مستقصى الأمثال": على ما خيلت الضمير للنفس أو للحال، المعنى: افعل ذلك، ما أرتك نفسك وأوهمتك من سهولة وصعب يضرب في إيجاب الفعل. وقال في "أساس البلاغة": افعل ذلك على ما خيّلت، أي على ما أرتك وشبّهت وأوهمت، وفلان يمضي على المخيّل، أي: على ما خيّلت. انتهى. وفي "عباب الصاغاني": وفلان يمضي على المخيّل، أي: على ما خيّلت. أي شبّهت يعني على غرر من غير يقين.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والسبعون بعد الأربعمائة]