للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كذا في ديوان عدي بن زيد، وبعدها أبيات أخر تركناها. وقوله: ألا يا انعمن بالًا: ألا للتنبيه، ويا: حرف نداء، والمنادى محذوف تقديره يا نعما، وهو النعمان بن المنذر ملك الحيرة وقد ذكرنا سبب قتله عديًا في ترجمته، في الإنشاد الواحد والسبعين بعد المائتين. وانعمن: فعل أمر من النعمة، بالفتح، وهو الخفض والدّعة والترفّه، وفعله كسمع ونصر وضرب، والبال: الحال والخاطر، يقال هو رخي البال، أ: مترفه الحال، وبالًا: منصوب على التمييز المحول عن الفاعل، والمسمى بالضم: الإمساء وهو الدخول في المساء، وقوله: أجدَّك: الهمزة للاستفهام، وجدّك منصوب بنزع الباء، وهو بالكسر، نقيض الهزل، والمعنى أبجد منك، ومثله: أحقًا، ومعنى أحقًا وجدك متقاربان، وتعذرني من عذرته فيما صنع عذرًا من باب ضرب: رفعت عنه اللوم، والاسم: العذر. وقوله: ألم يشفينك مؤكد بالنون الخفيفة، وتوكيد الفعل في هذا شاذ، لأنه ماض معنى، ولا حظّ للماضي في التوكيد بالنون، ولما كان الغضب الكامن كالدّاء، كان النيل بالمكروه كالشفاء وأني مسهد: في تأويل مفرد فاعل يشفي، وشوقي معطوف على الفاعل المؤوَّل، وهو مصدر مضاف إلى المفعول من شاقه: إذا ربطه وأوثقه، ويعتريني: يصيبني ويحدث بي من العقوبة، والتسهال: مصدر سُهِل زيد بالبناء للمفعول: إذا انطلقت بطنه، ومصدر الثلاثي إذا أريد به المبالغة بنوه على التفعال كالتلعاب والترداد والتجوال، فإنكار الأخفش لهذه الكلمة لا وجه له، ورواية تسآلي غير مناسبة، وقوله: على ما خيّلت، هذا التركيب قد صار كالمثل في استعماله بالماضي، وجعل فاعله ضمير النفس المعلومة من المقام، قال المفضل بن سلمة الضبي، في "الفاخر": قولهم: على ما خيلت، أي: أرت وأوهمت، وأصل ذلك في السحاب يقال: قد خيَلَّت السحابة وتخيلتْ: إذا أرَتْ أنها ماطرة، والخال: السحابُ الذي يُخيلُك المطر. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>