[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والخمسون بعد الثمانمائة]
(٨٥٥) ما الذى دأبه احتياط وحزم ... وهواه أطاع يستويان
قال ابن مالك في " شرح التسهيل ": واذا كان الموصول اسما غير الألف واللام أجاز الكوفيون حذفه إذا علم، وبقولهم في ذلك أقول، وإن كان خلاف قول البصريين إلا الأخفش، لأن ذلك ثابت بالقياس والسماع، فالقياس على " أن " فإن حذفها مكتفي بصلتها جائز بإجماع مع أن دلالة صلتها عليها أضعف من دلالة صلة الموصول من الأسماء عليه، لأن صلة الاسم مشتملة على عائد يعود عليه، وصلة الحرف لا يزيد فيها على ما يحصل بها، فكان الموصول الأسمى أولى بجواز الحذف من الموصول الحرفي، وأيضا، فإن الموصول الأسمى كالمضاف، وصلته كالمضاف إليه، وحذف المضاف إذا علم جائز، فكذلك ما أشبهه، وأما السماع، فمنه قول حسان:
أمن يهجو رسول الله منكم .. البيت (٢)
أراد: أمن يهجو رسول الله منكم أيها المشركون ومن يمدحه وينصره منا سواء! ؟
ومنه قول ابن رواحة:
فو الله ما نلتم وما نيل منكم ... بمعتدل وفق ولا متقارب
أراد: وما الذى نلتم، وما الذى نيل منكم، ومنه قول بعض الطائيين: