وقوله: إذا ما انتسبنا, الانتساب: رفع النسب, واللؤم: دناءة الأصل, يقول: إذا انتسبنا معًا تبين لك أني كريم من نسل كريم, أطلق الفعل, وأريد به ظهوره والعلم به اللازم له, إما مجازًا أو كناية, فإن لم تلدني: جواب إذا, وهو مستقبل, وعدم الولادة ماض لوقوعه قبل انتسابه, أي: إذا انتسبنا علمت يا فلانة وتبينت أني لست بابن لئيمة, وإنما خص الأم لأنه إذا كان كريم الأم فمن باب أولى أن يكون كريم الأب, لأن العرب لا يزوجون من دونهم, وقد يتزوجون من دونهم, أو خصها لمكان التعريض بلوم المخاطبة, والبد: الفراق والخلاص, ومن متعلقة به, والضمير في به راجع إلى القول المتقدم, أي: لم تجدي خلاصًا من إقرارك بما قلته من أني لم تلدني بئيمة, وفي قوله: إذا ما انتسبنا, التفات من الغيبة إلى التكلم, وفي قوله: ولم نجدي, التفات من التكلم إلى الخطاب.
[وأنشد بعده, وهو الانشاد الواحد والثلاثون]
(٣١) إن يقتلوك فإن قتلك لم يكن ... عارًا عليك ورب قتل عار
هو من قصيدة لثابت قطنة, رثى بها يزيد بن المهلب بن أبي صفرة, أورد منها أربعة أبيات الشريف الحسيني في «حماسته» وبعده:
شهدتك من يمن عصائب ضيعت ... ونأى الذين بهم يصاب الثار
ولقد بسطت لهم يمينك بالندى ... مثل الفرات تمده الأنهار
حتى إذا شرق القنا وجعلتهم ... تحت الأسنة أسلموك وطاروا