للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موضع: فلتخمشي، فعطف الثاني على المعنى، وأما البيت الآخر فليس بمعروف، علي أنه في كتال سيبويه على ما ذكرت لك. انتهى كلامه.

ويرده رواية: "ولبيك من بكى" نقلها أبو عبيدة في "مقاتل الفرسان".

قال أبو عبيد البكري: البعوضة على لفظ التي ضرب الله تعالىبها المثل، وهي ماءة في حمى فيد، بينها وبين فيد ستة عشر ميلًا، وقال أبو حاتم عن الأصمعي: البعوضة: رملة في أرض طي. وهذان القولان متقاربان، لأنَّ فيدًا شرقي سلمى أحد جبلي طي، قال متمم بن نويرة يرثي أخاه مالكًا: على مثل أصحاب البعوضة .. البيت، ومالك إنما قتل يوم بطاح، فدلَّ قوله أنَّ البعوضة قبل بطاح. انتهى.

وقال في بطاح: هو بضم الموحدة، وبالطاء والحاء المهملتين، ويقال بكسر أوله أيضًا، وهي أرض في بلاد بني تميم، وهناك قتل خالد بن الوليد أهل الردة من بني تميم وبني أسد، وهناك قتل مالك بن نويرة اليربوعي. انتهى. وقال ياقوت في "معجم البلدان" البعوضة: ماءة لبني أسد بنجد قريبة القعر. انتهى، وكذا قال الصاغاني في "العباب" وأنشد هذا البيت، وقال الأعلم: البعوضة هنا: موضع بعينه، قتل فيه رجال من قومه، فحض على البكاء عليهم، ومعنى اخمشي: اخدشي. انتهى. ومتمم بن نويرة من الصحابة، رضي الله عنهم. وتقدمت ترجمته وسبب قتل أخيه مالك في الإنشاد الواحد والخمسين في بحث "أم".

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والسبعون بعد الثلاثمائة]

(٣٧٢) قلت لبوّاب لديه دارهما ... تئذن فإنِّي حمؤها وجارها

على أنه أراد: لتأذن، فحذف اللام الجازمة، وكسر حرف المضارعة، وهو مضارع أذن له إذنًا، كعلم يعلم علمًا: إذا أطلق له فعله. وأنشده الجوهري في مادة "حمي يحمى" قال: وكل شيء من قبل الزوج مثل الأب والأخ، ففيه أربع

<<  <  ج: ص:  >  >>