للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاز، والمعنى: حتى يكون كأنه من أصلهم، كما قال تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) [التوبة/١٢٨] أي: من جنسكم وبطانتكم. انتهى.

وأورد القالي هذه الأبيات في أوائل "أماليه"، قال: وأنشدني أبو بكر بن دريد لبعض الأعراب:

إني حمدت بني شيبان إذا خمدت ... إلى آخر الأبيات الأربعة ...

ونسبها أبو عبيد البكري فيما كتبه على "الأمالي" وسماه "للآلي على أمالي القالي" كما نسبها أبو تمام وقال: وقوله: "إذا خمدت نيران قومي": يريد نار الحرب لمدافعتهم عنه، ويحتمل أن يريد نار القرى لما ذكر المحل في البيت الثاني.

وقوله: حتى يكون عزيزا من نفوسهم، يريد: كأنه من عزته من نفوسهم، أي: بينهم، لا جار لهم، أو أن يبين جميعا، يريد موفور المال مجتمعه، وهو مختار لفراقهم، لا من ضيم لحقه منهم، ولا إخفار لذمته فيهم. انتهى.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والعشرون بعد التسعمائة]

(٩٢٩) وأي فتى هيجاء أنت وجارها

تمامه:

إذا ما رجال بالرجال استقلت

وأنشده سيبويه في كتابه، قال الأعلم: الشاهد فيه عطف جارها على فتى هيجاء والتقدير: أي فتى هيجاء، وأي جارها أنت، فجارها نكرة، لأن "أيا" إذا أضيفت إلى واحد، لم يكن إلا نكرة، لأنه في معنى الجنس، فجارها وإن كان مضافا إلى ضمير هيجاء، فهو نكرة في المعنى، لأن ضمير الهيجاء في الفائدة مثلها، فكأنه قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>