للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو من أبيات أوردها أبو تمام في "الحماسة" ليزيد بن حمار السكوني يوم ذي قار

إني حمدت بني شيبان إذا خمدت ... نيران قومي وفيهم شبت النار

ومن تكرمهم في المحل أنهم ... لا يعرف الجار فيهم أنه الجار

حتى يكون عزيزا من نفوسهم ... البيت

كأنه صداع في رأس شاهقة ... من دونه لعتاق الطير أو كار

قال التبريزي: إذا خمدت يجوز أن يكون المراد به [أن الحرب] سكنت فيما بين قومي، وشبت نيران الحرب في بني شيبان، ويجوز أن يكون المراد به النار نفسها، وهو الوجه لذكره المحل فيما بعد، ولا يعلم الجار فيهم أنه الجار، لأنه يجرونه مجرى أنفسهم حتى يقدر أنه منهم. وقوله: حتى يكون عزيزا من نفوسهم، أي: مادام مقيما فيهم كأنه واحد منهم، أو أن يبين جميعا، أي: يفارق مجتمعه أسبابه وهو مختار، أي: لا يخرج كرها، ونصب جميعا على الحال، أي: يبين بجميع أسبابه، ويجوز أن يكون على الحال من الذين يفارقهم، يعني: أن يفارقهم وهم مجتمعون لتوديعه، ثم وصف عز الجار منهم، وشبهه بالصدع، بفتحتين، وهو الوعل بين الوعلين في رأس قلة مرتفعة لا تصل عتاق الطير إليه، أي: جوارحهما. ويجوز أن يكون قوله: "حتى يكون عزيزا ... إلخ" معناه: أنهم يعاملونه بهذه المعاملة إلى أن يكون عزيزا فيما بينهم، أو يختار مفارقتهم، والمعنى: ذلك له فيهم ما اعتز بجوارهم، أو مال إلى فراقهم، ويجوز أن يكون "من نفوسهم" في موضع الحال، وعزيزا: خبر كان، وإن جعلت عزيزا حالا، ومن نفوسهم خبرا،

<<  <  ج: ص:  >  >>