للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالوا: من هو ربنا؟ قال: لولا أن تجيش نفس جائشة، أنبأتكم أنه حجر ضاحية؛ فركبت بنو أسد كل صعب وذلول حتى أنتهوا إلى حجر، فوجدوه نائماً فذبحوه، وشدوا على هجائنه فاستاقوها.

وكان امرؤ القيس أطرده أبوه لما صنع في الشعر بفاطمة ما صنع، وكان لها عاشقاً، فطلبها زماناً فلم يصل إليها، وكان يطلب غرة، حتى كان منها يوم الغدير بدارة جلجل ما كان، فقال:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

فلما بلغ ذلك حجراً أباه، دعا مولى له يقال له ربيعة، فقال له: اقتل امرأ القيس وأتني بعينيه، فذبح جؤذراً فأتاه بعينيه، فندم حجر على ذلك، فقال: أبيت اللعن إني لم أقتله! قال: فأتني به، فانطلق فإذا هو قد قال شعراً في رأس جبل، وهو قوله:

فلا تتركنّي يا ربيع لهذه ... وكنت أراني قبلها بك واثقا

فرده إلى أبيه، فنهاه عن قول الشعر. ثم إنه قال:

ألا أنعم صباحاً أيُّها الطَّلل البالي

فبلع ذلك أباه، فطرده إلى اليمن، وهناك بلغه مقتل أبيه. هذه رواية ابن قتيبة. وترجمة امرئ القيس تقدمت في الإنشاد الرابع من أول الكتاب.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والثمانون بعد المائة]

(١٨١) رسم دار وقفت في طلله ... كدت أقضي الحياة من جلله

<<  <  ج: ص:  >  >>