للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليه ابنة قيصر فعشقته، فكان يأتيها وتأتيه، وفطن الطماح بن قيس الأسدي لها وكان حجر قتل أباه، فوشى به إلى الملك، فخرج امرؤ القيس متسرعاً، فبعث قيصر في طلبه رسولاً، فأدركه دون أنقرة بيوم، ومعه حلة مسمومة، فلبسها في يوم صائف، فتناثر لحمه، وتفطر جسده، ومات هناك. وقد ذكرنا قصته مع قيصر بأبسط من هذا في الإنشاد الثالث والستين بعد المائة.

وكان السبب في قتل أبيه ما حكاه ابن قتيبة أن أباه حجراً كان قد ملِّك على بني أسد، فكان يأخذ منهم شيئاً معلوماً، فامتنعوا منه، فسار إليهم فأخذ أشرافهم فقلتهم بالعصي، فسمو "عبيد العصل"، وأسر منهم طائفة، فيهم عبيد بن الأبرص، فقام بين يدي الملك فقال:

يا عين ما قابكي بني ... أسد هم أهل النَّدامه

أهل القباب الحمر والنَّعم ... المؤبَّل والمدامه

مهلاً أبيت اللَّعن مهـ ... لاً إنَّ فيما قلت آمه

أنت المليك عليهم ... وهم العبيد إلى القيامه

فرحمهم الملك وعفا عنهم، وردهم إلى بلادهم، حتى إذا كانوا على مسيرة يوم تهامة تكهن كاهنهم عوف بن ربيعة الأسدي، فقال: يا عبادّ قالوا: لبيك ربنا، فقال: والغلاب غير المغلب، إن دمه يثعب، وهو غداً أول من يسلب

<<  <  ج: ص:  >  >>