ثم شرب سبعاً، فلما صحا آلى ألية أن لا يأكل لحماً، ولا يشرب خمراً، ولا يدهن ولا يصيب امرأةً، ولا يغسل رأسه حتى يدرك بثأر أبيه، فلما جنه الليل رأى برقاً فقال.
أرقت لبرق بليل أهلّ ... يضيء سناه بأعلى الجبل
أتاني حديث فكذَّبته ... بأمر تزعزع منه القلل
بقتل بني أسد ربَّهم ... ألاكلُّ شيء سواه جلل
فأين ربيعة عن أهلها ... وأين تميم وأين الخول
ألا يحضرون لدى بابه ... كما يحضرون إذا ما استهل
قال ابن قتيبة: ثم استجاش بكر بن وائل فسار إليهم، وقد جاؤوا إلى كنانة، فأوقع بهم، ونجت بنو كاهل من بي أسد، فقال:
يا لهف نفسي إذ خطئن كاهلا ... القاتلين الملك الحلا حلا
تا لله لا يذهب شيخي باطلاً
وقد ذكر امرؤ القيس في شعره أنه ظفر بهم، فتأبى ذلك عليه الشعراء. قال عبيد بن الأبرص:
ياذا المخِّوفنا بقتل أبيه إذلالا وحينا
أزعمت أنَّك قج قتلت سراتنا كذباً ومينا
ولم يزل يسير في العرب يطلب النصر حتى خرج إلى قيصر يستمده، ونظرت