والشعر لضمرة بن ضمرة النهشلي: شاعر جاهلي، وكان يبر أمه ويخدمها، وكانت مع ذلك تؤثر أخاً له يقال له جندب، فقال هذا الشعر، والأجنب، بالجيم والنون: القريب والبعيد، والحيس: لبن وأقط وسمن وتمر يصنع منه طعام، والملاح: جمع مليح، يقال: قليب مليح ماؤه، أي: ملح، والخبت، بفتح المعجمة وسكون الموحدة: المطمئن من الأرض فيه رمل، والمجدب: اسم فاعل من الجدب ضد الخصب، وقد بسطنا الكلام بسطاً وافياً على هذا الشعر، وقائله في الشاهد الثامن والثمانين من شواهد الرضي.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والثلاثون بعد الثمانمائة]
(٨٣١) تعلم رسول الله أنك مدركي
تمامه:
وأن وعيداً منك كالأخذ باليد
على أن تعلم مثل زعم لا يقع على المفعولين صريحاً، بل على أن وصلتها، قال ابن السكيت: تقول: تعلمت أن فلاناً خارج بمعنى علمت، قال: إذا قال لك: اعلم أن زيداً خارج، قلت: قد علمت، وإذا قال: تعلم أن زيداً خارج، لم تقل: قد تعلمت، يعني أنه يقتصر على ما ورد عنهم، ولا يتجاوز إلى غيره، والبيت من شعر أورده ابن هشام في السيرة، قال فيها: قال ابن إسحاق، وقال أنس بن زنيم الديلي يعتذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مما كان قال فيهم عمرو بن سالم الخزاعي:
أأنت الذي تهدى معد بأمره ... بل الله يهديهم وقال لك اشهد
وما حملت من ناقة فوق رحلها ... أبر وأوفى ذمة من محمد
أحث على خير وأسبغ نائلاً ... إذا راح كالسيف الصقيل المهند