انتهى. وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب "أيام العرب": لما تنبأت سجاح، واتبعها بشر كثير من بني تغلب، والنمر، وبني تميم، وكان الهذيل ممن تبعها، فلما هزمتها الرباب يوم النباح، وهرب الهذيل، كر على نعم لبني يربوع، فمر بها قبل أرض بني تغلب، فمر بسفار، وعليها أهلها من بني مازن، فنفرت طائفة منهم، وبقيت طائفة على الماء، فجعل أعوان الهذيل يوردون تلك الإبل قطعة قطعة حياض سفار فتشرب، ثم تصدر وترد أخرى، والهذيل قاعد على سفير سفار، فلما تشاغل من معه، ورأى منه حباشة غرة، استدبره بسهم فأقصده، وخر في الركية، وهالوا عليه إلى اليوم. وقال الفرزدق:
متى تردن يومًا سفار تجد بها
وترجمة الفرزدق تقدمت في الإنشاد الثاني من أول الكتاب.
[وأنشد بعده]
من يفعل الحسنات الله يشكرها
تمامه:
والشَّرُّ بالشَّرِّ عند الله مثلان
وتقدم شرحه في الإنشاد الثمانين.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والثلاثون بعد المائة]
(١٣٥) ونحن عن فضلك ما استغنينا
على أن "عن" متعلقة باستغنينا لضرورة الشعر، لأن ما النافية لا يعمل