محذوف، على تقدير: حيث كنت من الظلام ضياء هناك، وكان لا يحتاج إلى خبر، لأنه في معنى حصلت ووقعت، وإذ: ظرف لأمن، يقول: أمنوا إذ أنت حيث كنت بهذه الصفة، ولم يفسر أحد من إعراب هذا البيت، ما نقلناه منه. وتقدمت ترجمة المتنبي في الإنشاد التاسع.
[إذا]
[وأنشد في "إذا" وهو الإنشاد الثامن والعشرون بعد المائة]
(١٢٨) والنَّفس راغبة إذا رغَّبتها ... وإذا تردُّ إلى قليل تقنع
على أن إذا الظرفية تدخل على الماضي والمضارع كما في البيت، وليس المراد بدخولها عليهما إضافتها إلى جملتها، كما قاله السيوطي لما يأتي في كلام المصنف في مسألة ناصب إذا، من الفصل الثاني. وإذا الأولى شرطية بدليل إذا الثانية، فيكون جوابها محذوفًا يدل عليه ما قبلها وجملة إذا الثانية معطوفة على خبر المبتدأ وهو راغبة، والمعطوف على الخبر خبر، ولا يجوز أن تكون معطوفة على جملة إذا الأولى لفساد المعنى.
والبيت من قصيدة طويلة لأبي ذؤيب الهذلي، مذكورة في أول أشعار الهذليين وفي آخر المفضليات، رثى بها أولاده، وكان له خمسة بنين هاجروا إلى مصر فهلكوا في عام واحد بالطاعون، قاله الإمام المرزوقي في شرحه، وابن الأنباري في "شرح المفضليات" وهذا مطلع القصيدة:
أمن المنون وريبها تتوَّجع ... والدّهر ليس بمعتب من يجزع