للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقبل حتى أمكن من نفسه، وكره سعيد الحكم بينه وبين عبد الرحمن أخي زيادة، فحملهما إلى معاوية، فقال لعبد الرحمن: هل لزيادة ولد؟ قال: نعم؟ المسور، وهو غلام لم يبلغ، وأنا عمه وولي دم أبيه، فقال: إنك لا تؤمن على أخذ الدية، وقتل الرجل بغير حق، والمسور أحق بدم أبيه، فرده إلى المدينة، فحبس ثلاث سنين حتى بلغ المسور، فعرض عليه أكابر قريش سبع ديات، وقيل: عشر، وكان ممن عرض عليه الديات الحسن بن علي، رضي الله تعالى عنهما، وعبد الله بن جعفر، وسعيد بن العاص، ومروان بن الحكم، فأبى قبول الدية، فأمكنه سعيد منه فضرب عنقه، ولما علم أنه يقتل غدًا؛ ناح على نفسه بتلك الأبيات الأربعة، وحكايته في "الأغاني" طويلة جدًا. وقد ذكرت طرفًا منها في الشاهد الخمسين بعد السبعمائة من شواهد الرضي.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والثلاثون بعد المائة]

(١٣٢) وندمان يزيد الكأس طيبا ... سقيت إذا تغوَّرت النُّجوم

على أن "إذا" فيه للماضي، لأن عامله ماض، وهو سقيت. وعارضه ابن الصائغ، وهو أول من كتب بعض أشياء على هذا الكتاب، وتبعه الدماميني بأنه يجوز أن لا تكون إذا هنا للماضي بأن يكون سقيت بمعنى أسقى، وهو دليل

<<  <  ج: ص:  >  >>