للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جواب إذا، أي: إذا غربت النجوم أسقيه، انتهى. وابن الصائغ مسبوق بأبي حيان، فإنه قال في شرح "التسهيل": سقيت هنا بمعنى أسقي، مستقبل المعنى، وهو ليس بشيء، ويرده البيت الثالث، وهو قوله:

فلمّا أن تنشَّى قام خرق

وهذا إخبار من الشاعر عما صدر منه سابقًا، وقال أبو الطيب عبد الواحد اللغوي في كتاب "الأضداد": "إذا" من الأضداد، ومن مجيئها للماضي قوله: إذا تغورت النجوم، وهو مطلع أبيات عدتها أربعة عشر بيتًا، للبرج بن مسهر الطائي، أوردها أبو تمام له في باب النسيب، وبعده:

رفعت برأسه وكشفت عنه ... بمعرقة ملامة من يلوم

فلّما أن تنشَّى قام خرق ... من الفتيان مختلق هضوم

إلى وجناء ناوية فكاست ... وهي العرقوب منها والصَّميم

فأشبع شربه وجرى عليهم ... بإبريقين كأسهما رذوم

ترنِّح شربها حتّى تراهم ... كأنَّ القوم تنزفهم كلوم

ويأتي بقيتها، إن شاء الله تعالى، في الباب الخامس.

قوله: وندمان، الواو: نائبة عن رب، وندمان: مجرور بها في محل نصب بسقيت مفعوله، لأن رب حرف جر لا يتعلق بشيء. وقول ابن وحي: مفعول سقيت محذوف، تقديره: سقيته؛ غفلة عما قرره المصنف في مجرور رب، قال الدينوري في كتاب "النبات": التنادم: الاجتماع على الكأس، وهو الندام،

<<  <  ج: ص:  >  >>