كما تقدم مرارًا، وجعل التبريزي في شرح هذه القصيدة الجملة جواب الشرط، وقال: حذفت الفاء لعلم السامع، والتقدير: فإنا كذلك، وهذا مذهب الكوفيين، وترينا: خطاب لامرأة، وحُفاة: جمع حافٍ، وهو الذي يمشي بلا نعل، وجملة "لا نعال لنا" صفة كاشفة لحفاة، والمعنى: إن ترينا نتبذل مرة، ونتنعم أخرى، فكذلك سبيلُنا، وقيل: المعنى إن ترينا نستغني مرة، ونفتقر أخرى.
والبيت من قصيدة للأعشى ميمون البكري قد ألحقت بالمعلقات السبعة، وشرحها التبريزي معها، وقبله:
قالت هريرة لما جئت زائرها ... ويلي عليك وويلي منك يا رجل
قالوا: هذا البيت أخنث بيت قالته العرب، وزائرها حال من التاء، أي: زائرًا لها، وإنما قالت له كذا لسوء حاله، وقولها: ويلي عليك، أي: لفقردك، وقولها: وويلي منك، أي: لعدم استفادتي منك شيئًا، وبعد هذا أخذ في تبيين سبب سوء حاله بأنه أفنى ماله في لذاته، فأجابها بقوله: إما ترينا حفاة الخ، فيكون بتقدير القول، أي: فقلت لها: إمّا ترينا حفاة .. ألبيت. ومطلع القصيدة:
ودِّع هريرة إن الركب مرتحل ... وهل تطيق وداعا أيها الرجل
وقد شرحنا مع هذا عدة أبيات منها في شرح الشاهد الثامن والثلاثين بعد التسهمائة من شواهد الرضي، وترجمة الأعشى تقدمت في الإنشاد التاسع عشر بعد المائة.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والعشرون بعد الخمسمائة]
سلع ما ومثله عشر ما عائل ما وعالت البيقورا
على أن ما قد زيدت في ثلاثة مواضع، قال ابن الشجري في المجلس الثامن والستين من "أماليه" وزادها الأعشى في موضعين من بيت: إما ترينا حفاةً .. البيت، وزادها أمية بن أبي الصلت في ثلاثة مواضع من بيت وهو: