للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأركبه الله حمارًا للخزي، والنكال، وجعل خنصر شماله عارية من زينتها بقطعها.

وعقيل بالتصغير: أبو قبيلة، وهو عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.

[وأنشد بعده وهو الإنشاد الثامن والثمانون بعد الثلاثمائة]

(٣٨٨) ألمم بزينب إنَّ البين قد أفدا ... قلَّ الثَّواء لئن كان الرَّحيل غدًا

لما تقدَّم قبله من زيادة اللام، وتقدَّم مثله في كلام الفرّاء، وهو قول الشاعر:

فلا يدعني قومي صريحًا لحرَّة ... لئن كنت مقتولًا ويسلم عامر

قال ابن مالك في "التسهيل": وقد يجاء بـ "لئن" بعد ما يغني عن الجواب؛ فيحكم بزيادة الَّلام. انتهى. ويريد بالجواب جواب الشّرط، بدليل زيادة اللاَّم. وألمم به: نزل عنده واجتمع معه. والبين: الانفصال، وأفد: بفتح الألف وكسر الفاء، بمعنى قرب. والثّواء، بالفتح والمدّ: الإقامة. وروي بدله: "العزاء" وهو الصَّبر. وهو أوَّل أبيات لعمر ابن أبي ربيعة.

روى صاحب "الأغاني" عن مصعب الزّبيري قال: اجتمع نسوة، فذكرن عمر ابن أبي ربيعة وشعره، وظرفه، وحسن مجلسه، وحديثه، وتشوقن إليه، وتمنَّيته، فقالت سكينة: أنا آتيكنَّ به، فبعثت إليه رسولًا أن توافي الصّورين ليلة كذا. فوافاها على رواحله، ومعه الغريض، فحدَّثهمَّ حتى وافى الفجر، وحان انصرافهنَّ، فقال لهنَّ: والله إني لمشتاق إلى زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصَّلاة في مسجده، ولكن لا أخلط زيارتكنَّ بشيء، ثمَّ انصرف إلى مكّة، وقال:

ألمم بزينب إنَّ البين قد أفدا ... قلَّ الثَّواء لئن كان الرَّحيل غدا

قد حلفت ليلة الصُّورين جاهدةً ... وما على الحرِّ إلاَّ الصَّبر مجتهدا

لأختها ولأخرى من مناصفها ... لقد وجدت به فوق الَّذي وجدا

لعمرها ما أراني إن نوىً نزحت ... وهكذا الحبُّ إلاَّ ميِّتًا كمدا

<<  <  ج: ص:  >  >>