للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الضرورة. وقوله أيضًا حملًا على "لا" ليس يجيد، لأن "لا" الغالب فيها أنها لا ينفي بها الماضي، ألا ترى أن قولك: لا قام زيد، قليل، وإنما ذكرو أن ذلك حملًا على كما، لأن "ما: ينفى بها الماضي كثيرًا. انتهى.

وجرم: قبيلة، وروي بدله: ذهل، بضم المعجمة، وهو قبيلة أيضًا، ونعم بضم النون: اسم امرأة تحريف من ذهل، وفوارس: جمع فارس شاذ، وأسرتهم روي بالرفع عطفًا على فوارس، وبالجر عطفًا على جرم، وأسرة الرجل بالضم: رهطة، والصليفاء: مصغر الصلفاء، وهي الأرض الصلبة، ويوم الصلفاء يوم من أيام العرب، لكن الشاعر صغره، وهو يوم لهوازن على فزارة وعبس وأشجع، والواو في يوفون ضمير الذين هجاهم الشاعر، والجار: المستجبر والحليف، وفيه حذف مضاف، أي: لم يوفون بذمة الجار. والبيت مشهور في كتب النحو، ولم أقف على قائلة، ولا على تتمته، والله أعلم.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والأربعون بعد الأربعمائة]

(٤٤٧) في أي يوميَّ منَ الموتِ أفرْ ... أيومَ لمْ يقدرَ أمْ يومَ قدرْ

على أن اللحياني زعم أن النصب بلم لغة، وقيل: الأصل لم يقدرون، ثم حفت النون، قال ابن جني في أوائل باب الهمزة من "سر الصناعة" ذهبوا فيه إلى أنه اراد النون الخفيفة، ثم حذفها ضرورة، فبقي الراء مفتوحة، وأنكر بعض أصحابنا (هذا)، وقال: هذه النون لا تحذف إلا لسكون ما بعدها، ولا سكون ها هنا بعدها، والذي أراه أنا في هذا، وما علمت أحدًا من أصحابنا ولا غيرهم ذكره، ويشبه أن يكونوا لم يذكروه للطفه، وهو أن أصله: أيوم لم يقدر أم (يوم قدر) بسكون الراء للجزم، ثم إنها جاورت الهمزة المفتوحة والراء ساكنة، وقد أجرت العرب الحرف الساكن إذا جاور الحرف المتحرك مجرى المتحرك، وذلك قولهم فيما حكاه سيبويه: المراة والكماة، يريدون: المرأة والكمأة، ولكن الميم والراء لما كانتا ساكنتين، والهمزتان بعدهما مفتوحتان صارت الفتحتان اللتان في الهمزتين

<<  <  ج: ص:  >  >>