للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اخوتي من صقعة همّدّوا

وذكره والبيت الَّذي يليه، وزاد:

حشو عيني بعد فقدكم ... إخوتي التَّهتإنَّ والسهد

أينّ عبد الحجر والصَّمد ... ويزيد الفّارس النَّجد

أينّ ملطّاط أبو حجر ... وأبو الحرّباء معتمد

وّرّدوا وّالله ما كرهوا ... وعلى آثارهم نرد

انتهى

وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والعشرون بعد الثلاثمَّائة:

(٣٢٩) ما كلّ رأي الفتى يدعو إلى رشد

هذا المصراع والبيت الَّذي [يليه] أوردهما عبد القاهر في "دلائل إلاعجاز" قال: إنَّك لو جئت بحرّف نفي يتصور إنَّفصاله عن الفعل، لرآيت المعنى في" كلّ" مع ترك إعمال الفعل مثله مع إعماله، ومثال ذلك قوله:

ما كلّ ما يتّمّنَّى المرء يدركه

وقول إلاَّخر:

ما كلّ رأي الفتى يدعو إلى رشد

"كلّ".كما ترى غير معمل فيه الفعل، ومرفوع، إما بالأبتداء، وإما بانه اسم [ما]، ثمَّ إنَّ المعني مع ذلك على ما يكون عليه إذا أعملت فيه الفعل فقلت: ما يدرك المرء كلّ ما يتمناه، وما يدعو. كلّ رأي الفتى إلى رشد، وذلك لأنَّ التأثير لوقوعه في حيّز النفي، وذلك حاصل في الحالين. ولو قدمت "كلًّا" فقلت: كلّ ما يتمى الفتى لا يدركه، وكلّ رأي الفتى لا يدعو إلى رشد، لتغير المعنى، ولصار بمنزلة إنَّ يقال: إنَّ المرء لا يدرك شيئًا مما يتمناه، ولا يكون في رأي الفتى ما يدعو إلى رشد

<<  <  ج: ص:  >  >>