للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد اختلف في قائل هذا الشعر, فقال جماعة: إنه لعبد الرحمن بن حسان ابن ثابت الأنصاري الشاعر ابن الشاعر, قيل: ولد في حياة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم. قال ابن قتيبة في كتاب «المعارف»: ولد لحسان بن ثابت عبد الرحمن من أخت مارية أم إبراهيم بن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم, وكانت تسمى سيرين, وكان عبد الرحمن شاعرًا, وابنه سعيد بن عبد الرحمن شاعرًا, وانقرض ولده فلم يبق منهم أحد. انتهى.

ونسبه جماعة إلى كعب بن مالك الأنصاري الخزرجي, شاعر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم, وكان مجودًا مطبوعًا, قد غلب عليه في الجاهلية أمر الشعر وعرف به, ثم أسلم وشهد العقبة, ولم يشهد بدرًا, وشهد أحدًا والمشاهد كلها إلا تبوك, فإنه تخلف عنها.

وأنشد بعده:

أبا خراشة أما أنت ذا نفرٍ ... فإن قومي لم تأكلهم الضبع

وتقدم شرحه في الإنشاد الثالث والأربعين.

[وأنشد بعده في «إما» بالكسر والتشديد, وهو الانشاد الواحد والثمانون]

(٨١) سقته الرواعد من صيفٍ ... وإن من خريف فلن يعدما

على أن «إما» عند سيبويه مركبة من «إن» و «ما» وقد حذفت ما هنا, والأصل إما من صيف, وإما من خريف, فحذف لضرورة الشعر «إما» الأولى, و «ما» من إما الثانية, ولما حذفت ما, رجعت النون المنقلبة ميمًا للإدغام

<<  <  ج: ص:  >  >>