للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى أصلها. وهذا نص سيبويه من «كتابه» قال في باب «ما يضمر فيه الفعل المستعمل إظهاره بعد حرف»: وأما قول الشاعر:

لقد كذبتك نفسك فاكذبنها ... فإن جزعا وإن إجمال صبر

فهذا على إما, وليس على إن الجزاء كقولك: إن حقًا, وإن كذبًا, فهذا على إما محمول, ألا ترى أنك تدخل الفاء, ولو كانت على إن الجزاء, وقد استقبلت الكلام, لاحتجت إلى الجواب, فليس قوله: فإن جزعًا, كقوله: إن حقًا, وإن كذبًا, ولكنه على قوله تعالى: (فإما منا بعد وإما فداء) [محمد/٤] وإن قلت: فإن جزع وإن إجمال صبر, كان جائزًا, كأنك قلت: فإما أمري جزع, وإما إجمال صبر, لأنك لو صححتها فقلت: إما, جاز ذلك, ولا يجوز طرح ما من إما إلا في الشعر, قال النمر بن تولب:

سقته الرواعد من صيفٍ ... وإن من خريف فلن يعدما

وإنما يريد: وإما من خريف. ومن أجاز ذلك في الكلام دخل عليه أن يقول: مررت برجل إن صالح, وإن طالح, يريد: إما. وإن أراد إن الجزاء, فهو جائز, لأنه يضمر فيها الفعل. انتهى كلامه.

قال السيرافي: لو جعلنا إن هنا للجزاء لاحتجنا إلى جواب, وذلك أن جواب إن فيما بعدها, وقد يكون ما قبلها مغنيًا عن الجواب إذا لم يكن عليها شيء من حروف العطف, كقولك: أكرمك إن جئتني, فإن أدخلت عليها فاء أو ثم

<<  <  ج: ص:  >  >>