الواو واو رب، وروي بالفرع على الخبرية لمبتدأ محذوف تقديره: ذلك، وشهد: لا يتعدى إلا إلى مفعول واحد، وهنا متعد إلى اثنين، لأن الأول فيه معنى الظروف، ومن شأنه تعدي الفعل اللازم إليه، وشهده شهوداً، أي: حضره، والمشهد: محضر الناس، وسليماً: هو المفعول الذي يتعدى إليه شهد، وقليلاً: صفة ليوم، ونوافله: فاعله، وسوى: استثناء منقطع، ونهال: جمع نهل، كجبال: جمع جبل، يقول: واذكر يوماً شهدنا فيه هاتين القبيلتين قليلاً عطاياه سوى الطعن النهال، على التهكم، لأن الطعن ليس من النافل، أي: لا غنائم فيه، بل فيه الطعن، وهذا البيت من أبيات سيبويه الخمسين التي جهل قائلوها. والله عز شأنه أعلم به.
وأنشد بعده:
فيارب ليلى انت في كل موطن ... وأنت الذي في رحمة الله أطمع
وتقدم في الإنشاد "الثاني" والأربعون بعد الثلاثمائة".
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والأربعون بعد السبعمائة]
(٧٤٤) وأنت الذي أخلفتني ما وعدتني
تمامه:
وأشتملت بيي من كان فيك يلوم
وأبرزتني للناس حتى تركتني ... لهم غرضاً أرمى وأنت سليم
فلو أن قولاً يكلم الجسم قد بدا ... بجسمي من قول الوشاة كلوم
وهذه الأبيات الثلاثصة أوردها أبو تمام في باب النسيب من "الحماسة" لامرأة أجابت به قول ابن الدمية:
وظانت التي كلفتني دلج السرى ... وجون القطا بالجهلتين جثوم