للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجاحم: بتقديم الجيم على الحاء المهملة: المكان الشديد الحر، من جحمت النار فهي جاحمة: إذا اضطرمت، ومنه الجحيم، والتخيل: التكبر، من الحيلاء، يقول: إنها تزيل نخوة المنخو، والمراح، بكسر الميم: النشاط، أي إنها تكف حدة النشيط، وهذا أيضًا تعريض بالحارث، والصبّار: مبالغة صابر، والنجدة: الشدة والبأس في الحرب، والوقاح بفتح، الواو: الفرس الذي حافره شديد صلب، ومنه الوقاحة، وفيها:

من صدَّ عن نيرانها ... فأنا ابن قيسٍ لا براح

ويأتي إن شاء الله تعالى شرحه في بحث (لا) وقد شرحنا هذا الشعر، وأوردنا ما يتعلق به في شرح الشاهد الواحد والثمانين وفي شرح الشاهد الواحد والعشرين بعد المائتين من شواهد الرضي.

وسعد بن مالك بن ضبيعة البكري صاحب هذا الشعر هو جد طرفة بن العبد الشاعر، قال الآمدي: كان سعد هذا أحد سادات بكر بن وائل وفرسانها في الجاهلية، وكان شاعرًا، وله أشعار جياد في كتاب بني قيس بن ثعلبة.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الستون بعد الثلاثمائة]

(٣٦٠) إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له ... أكيلاً فإني لست آكله وحدي

على أن اللام في (له) قيل إنها زائدة للتقوية، والصحيح أنها للتعليل لما ذكره المصنف. قال الدماميني: كلامه قابل للبحث، وذلك أن قوله: أكيلاً بمعنى مؤاكل، غير مسلم؛ لجواز أن يكون بمعنى آكل، قال صاحب (الصحاح): الأكيل: الذي يؤاكلك، والأكيل أيضًا: الأكل، فيمكن أن يكون محولاً عن مجازٍ للفعل للمبالغة، بأن يكون لأكل الزاد مبالغًا قي الأكل، وهذا أليق بمقصد الشاعر في التمدح بالكرم. هذا كلامه. وأقول: هذه غفلة عن آخر البيت، فإنه قال: لست آكله وحدي، وعن مرود الشعر، قال الأصبهاني في (الأغاني): أخبرنا

<<  <  ج: ص:  >  >>