على أنه استدل بالتنوين على اسميه جير، وخرّج على وجهين، ذكرهما المصنف تبعاً لغيره، قال المرادي في "الجنى الداني": واحتج من أثبت اسمية جير بتنوينه، ولا حجة فيه، لأنه فعل مضطر، ويحتمل أن يكون قائله أراد توكيد جير بـ"إن" التي بمعنى "نعم" فحذف همزتها، وخفف النون ويحتمل أن يكون شبَّه آخر النصف بآخر البيت، فنون تنوين الترنم، وهو لا يختص بالأسماء، بل يلحق الفعل والحرف أيضاً. قلت: أشار الشلوبين إلى هذا الاحتمال الثاني، وهو أقرب من الذي قبله. انتهى.
وتقدم أن القائل باسميتها أبو علي، ويريد باسميتها كونها اسم فعل، والمستدل بالتنوين على اسميتها هو ابن بري، قال الجزولي في "مقدمته": وقال لنا أبو محمد الدليل على أنها اسم التنوين، وأنشدناه: وقائلة أسيت فقلت جير ..... البيت، وهو عبد الله أبو محمد ابن بري، والمستدل في الحقيقة هو أبو علي كما تقدم، وهو كلام جيد، وكلا التخريجين تعسف ..
والبيت من أبيات أنشدها أبو علي عن ابن السكيت، وهي:
وقائلة أسيت فقت جير ... أسيٌّ إنّني من ذاك إنَّه
أصابهم الحما وهم عواف ... وكنَّ عليهم تعساً لهنَّه