للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجئت قبورهم بدءاً ولمّا ... فناديت القبور فلم يجبنه

وكيف تجيب أصداء وهام ... وأبدان بدرن وما نخرنه

ورويت هذه الأبيات عن المفضل أيضاً، بزيادة بيت قبلها، وهو:

ألا ياطال بالغربات ليلى ... وما يلقى بنو أسد بهنَّه

ويا: حرف نداء، والمنادى محذوف، أي: يا قوم، والغربات: جمع غربة، بضمتين، وهي المرأة الغربية، وبدون هاء: الرجل الغريب يريد التزوج بالغربيات. وليلي: فاعل طال، وقال ابن الملا: الغربات موضع، ويرده ضمير بهنه، والباء سببية، والهاء للسكت.

وقوله: وقائلة أسيت .. إلى آخره. الواو: واو رب، أي: ربّ امرأة قائلة، وأسيت، بالخطاب: جواب ربَّ، والأسى: الحزن، والإسى: الحزن يقال: أسي يأسى إسى، كرضي يرضى، رضى؛ إذا حزن. وأسىّ، كحزين وزناً ومعنى، وهو خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: أنا أسي، وخبر إنني محذوف مدلول عليه بما قبله، ومن متعلقة بذلك المحذوف؛ تعليلية، أي: إنني أسيّ من أجل ما لقي بنو أسد بسبب التزوج بالغريبات من المصائب، وكأنه اقتتل قومه مع قومها بسببها، فاسم الإشارة راجع إلى ما لقي بنو أسد بسببهن، وإنه: بمعنى نعم، والهاء للسكت. وقال ابن الملا: الإشارة للحزن، أي: إنني مخلوق من الحزن، قصداً للمبالغة، وإن الثانية للتأكيد للأولى، هذا كلامه.

وقوله: أصابهم الحما، بكسر الحاء، أصله: الحمام، وهو الموت، حذف منه الميم لضرورة الشعر، وهي: ما وقع في الشعر، وإن كان عنه مندوحة، وهذا هو الصحيح في تفسير الضرورة، فلا يرد قول ابن الملا. ولك أن تقول: أين الضرورة، وهو متمكن من أن يقول: أصابهم الحمام فهم عواف؟ بسكون الميم من غير وصل على الأصل. انتهى. وعواف: جمع عاف شذوذاً، أو جمع عافية، بمعنى جماعة عافية، من

<<  <  ج: ص:  >  >>