رجعت، فماتت بساوة، فقبرها بها. وقال ابن قتيبة في ترجمة توبة بن الحميّر من كتاب "الشعراء": وسألت الحجاج أن يوفدها إلى قتيبة بن مسلم بخراسان، ففعل، فلما انصرفت، ماتت بساوة قبرها هناك. انتهى. وقيل: ماتت بالريّ. روى المرزباني عن الأصمعي أن الحجاج أمر لليلى بعشرة آلاف درهم، وقال لها: هل لكِ من حاجة؟ قالت: نعم أصلح الله الأمير، تحملني إلى ابن عمّي قتيبة بن مسلم وهو على خراسان يومئذ، فحملها إليه، فأجازها، وأقبلت راجعة تريد البادية، فلمّا كانت بالرّيّ، ماتت فقبرها هناك. انتهى. والله أعلم أيّ ذلك قد كان. وتقدَّمت ترجمة توبة بن الحمير في الإنشاد السابع والثمانين.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد السّادس عشر بعد الأربعمائة:
لما تقدَّم قبله من أن الفعل الذي بعد "لو" للاستقبال، وكذا أورده المرادي في "الجنى الاني"، وفي شرح الألفيّة وغيره. ولا يظهر لي معنى الاستقبال هنا. قال العيني: يقول: لا يجدك أحد من السائلين إلا وأنت تظهر لهم خلقًا جميلًا مثل أخلاق الكرماء، ولو كنت حالتئذ لا تملك شيئًا والاستشهاد في قوله: ولو تكون عديمًا فإنَّ "لو" فيه حرف شرط في المستقبل مع أنَّه لم يجزم، لكنَّه إذا دخل على الماضي يصرفه إلى المستقبل، وإذا وقع بعده مضارع، فهو مستقبل المعنى. هذا كلامه. وقال الكرماني في "شرح شواهد الموشح" قوله: ولو تكون عديمًا، أي: لو تكون عادمًا خلق الكرام، والمراد بالاستشهاد: أنَّ "لو" فيه بمعنى إن، والمضارع بعدها مستقبل، لأنَّ المعنى على الاستقبال. انتهى. وبهذا التأويل ظهر معنى الاستقبال. وأمّا تفسير عديم بالفقير كما فسَّره الدّماميني وغيره، فلا يُظْهِرُ معنى الاستقبال،