الأرض من الكلأ، والخليع: الذي خلعه أهله لجناياته، وتبرؤوا منه. وعليك: اسم فعل بمعنى الزم، والحوض: مفعوله، والصفو، بفتح الصاد المعجمة وكسرها وسكون الغين المعجمة: الجانب المائل، والسجل: الدلو العظيمة، وطرّب في صوته بالتشديد: رجّعه ومدده.
والنجاشي: اسمه قيس بن عمرو بن مالك من بني الحارث بن كعب، قال ابن قتيبة في كتاب "الشعراء": كان النجاشي فاسقًا، رقيق الإسلام، ومر في شهر رمضان بأبي سماك العدوي بالكوفة فأخذه إلى منزله، فأكلا وشربا، فلما أخذ فيهما الشراب، تفاخرا وعلت أصواتهما، فسمع جار لهما فأتى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فأخبره، فأرسل في طلبهما فأما أبو سماك فإنه شق الخص فهرب، وأخذ النجاشي، فأتي به عليّ بن أبي طالب، فقال: ويحك ولداننا صيام وأنت مفطر؟ ! فضربه ثمانين سوطًا، وزاده عشرين سوطًا، فقال: ما هذه العلاوة يا أبا الحسن؟ قال: هذه لجراءتك على الله في شهر رمضان، ثم رفعه للناس في تبان- كرمان- وهو شبه السراويل يستر العورة.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والثمانون بعد الأربعمائة]
(٤٨١) فلو كنت ضبيًا عرفت قرابَنْي ... ولكن زنجي عظيم المشافرِ
على أن اسم "لكن" محذوف تقديره: ولكنك، قد قدمنا في شرح قوله:"فليت دفعت الهم عني ساعة" أن صاحب "اللباب" وغيره منعوا حذف اسم إن إذا كان غير ضمير الشأن، وجوزه الرضي في الشعر بقلة، وضعفوه، وأنشد هذا البيت، فغن قلت كيف يصنع صاحب "اللباب" بهذا البيت؟ قلت: إما يذهب إلى ما ذهب إليه الرضي، وإمّا أن اسم لكن ضمير الشأن، وزنجي خبر مبتدأ محذوف،