للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأن المسافة بينه وبينهما واحدة، وربما كان إلى "منى" أقرب وهو المحصب، وهو خيف بني كنانة، كذا قال ياقوت في "معجم البلدان".

وكائن: مبتدأ، ومن صديق: تمييز كائن، وبالأباطح: كان في الأصل مؤخراً عن صديق: صفة له، فلما تقدم عليه، صار حالاً منه، وجملة "يراني إلى آخره": خبر المبتدأ، والياء: مفعول أول، والمصاب: مفعول ثان، وجملة "لو أصبت" بالبناء للمفعول: معترضة، ولو: للشرط، ويراني: دليل جواب، وترجمة جرير تقدمت في الإنشاد الحادي عشر.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والثلاثون بعد السبعمائة]

(٧٣٩) لا أرى الموت يسبق الموت شيء ... نغص الموت ذا الغنى والفقيرا

على انه قد أقيم الظاهر موضع الضمير الرابط، والأصل: لا أرى الموت يسبقه شيء. وأما قوله: نغص الموت، ففيه أيضاً إقامة الظاهر مقام الضمير، لكن لا للربط، ويجوز مثله إذا كان في جملة مستأنفة، وبسطنا الكلام فيه في الشاهد الستين من شواهد الرضي. والبيت من قصيدة لعدي بن زيد، وتقدمت ترجمته في الإنشاد الواحد والسبعين بعد المائتين. وهذا مطلع القصيدة:

طال ليلي أراقب التنويرا ... أرقب الليل بالصباح بصيرا

شط وصل الذي تريدين مني ... وصغير الأمور يجني الكبيرا

إن للدهر صولة فاحذرنها ... لا تبيتن قد أمنت الدهورا

<<  <  ج: ص:  >  >>