أي اندمال جرحها، والضمير للنفس، والاندمال: تراجع الجرح إلى البرء، يريد: كلما قارب الجرح إلى الالتحام، أصيب بشيء فدمي، فصار جرحًا كالأول.
وقوله: تهاض - بالمثناة الفوقية، والضمير للنفس - أي: يتجدد جرحها. والباء في الموضعين سببية: وجعلها العيني ظرفية، وقدر لمجرورها صفة، وقال: أي في دار تخرب، وهذا لا حاجة إليه، وجملة "قد تقادم" صفة دار، والعهد: الزمان، وقال صاحب "المصباح": وهو قريب العهد بكذا، أي: قريب العلم والحال، والأمر كما عهدت، أي: كما عرفت، وقوله: وإما بأموات، قال العيني: أي بموت أموات، وليس المعنى عليه كما لا يخفى. وفي الصحاح: الإلمام: النزول، وقد ألم به، أي: نزل، فيكون التقدير: ألم خيالها بنا، والجملة صفة أموات، والمشهور تلم بدار، وهذا البيت بيان لسبب عدم برء النفس. وترجمة الفرزدق تقدمت في الشاهد الثاني.
[وأنشد في "أو" وهو الإنشاد السادس والثمانون]
[أو]
(٨٦) نحن أو أنتم الألى ألفوا الحقَّ فبعدًا للمبطلين وسحقا
على أن أو فيه للإبهام، كذا أورده أبو حيان في شرح "التسهيل" مع الآية. وقوله: نحن أو أنتم؛ قائل البيت يعلم أن فريقه على الحق، وأن المخاطبين على الباطل، لكنهم أبهم على السامع بالكلام المنصف المسكت للخصم المعاند، ونظيره قول حسان بن ثابت: