للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{والملائكة بعد ذلك ظهير} [التحريم/ ٤] وإنما لم يجمعه لأنَّ فعيلًا وفعولًا قد يستوي فيهما المذكر والمؤنث والجمع، كما قال تعالى: {إنَّا رسول ربِّ العالمين} [الشعراء/ ١٦] وقال الشاعر:

إنَّ العواذل لسن لي بأمير

يريد الأمراء. انتهى. وكشفت عنه في "أمالي ابن بري على الصحاح" فلم أر فيها غير ذكره المصراع الأول، والعواذل: جمع عاذلة من العذل، وهو اللّوم، والنون في "لسن" ضمير العواذل، وروي في كتاب "التفسح في اللغة" وفي بعض نسخ "صحاح الجوهري": "ليس" بدون ضمير، والأول هو الجيّد، والبيت مشهور بتداول العلماء إياه في مصنفاتهم، ولم أقف على قائله، والله أعلم.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والأربعون بعد الثلاثمائة]

(٣٤٦) فما جمعٌ ليغلب جمع قومي ... مقاومةً ولا فردٌ لفرد

على أنَّ "كان" محذوفة قبل لام الجحود، والتقدير: فما كان جمع ليغلب. هذا غير متعين في البيت والأثر، كما قال الدماميني لجواز أن تكون عاملةً عمل ليس، والتقدير: فما جمع متأهلًا لغلب قومي، ولا فرد غالبًا لفرد قومي، وما أنا مريدًا لتركها.

والبيت من قصيدة عدتها أربعون بيتًا لعمرو بن معدي كرب الزبيدي الصحابي، افتخر فيها بقومه وفبائله من اليمن، وذكر فيها أيامهم ووقائعهم بقبائل معد بن عدنان، وهي مذكورة في أول ديوانه منها:

وأودٌ ناصري وبنو زبيد ... ومن بالحيق من حكم بن سعد

لعمرك لو تجرَّد من مرادٍ ... عرانينٌ على كمتٍ وورد

<<  <  ج: ص:  >  >>