للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آخيَّه، لا يقطعها المهر الأرن. فلما بلغ كسرى أنه بالباب بعث إليه فقيّده وسجنه، فلم يزل في السجن حتى هلك. وقيل: ألقاه تحت أرجل الفيلة فوطئته حتى مات، وذلك قبل الإسلام بمدة، وغضبت له العرب، فكان سبب قتله وقعة ذي قار. إلى هنا كلام "الأغاني" باختصار. والمهر الأرن: النشيط، بفتح الهمزة وكسر الراء المهملة بعدها نون، وصف من أرن، من باب فرح: إذا نشط، والوصف أرن كما تقدم، وأرون كصبور.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والسبعون بعد المائتين]

(٢٧٢) وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي

وصدره:

لا تجزعي إن منفسًا أهلكته

على أن الفاء زائدة ولم يعيّنها، قال أبو علي في "المسائل القصرية": الفاء الأولى زائدة، والثانية فاء الجزاء، ثم قال: اجعل الزائدة، أيتهما شئت. وعين البيضاوي في "تفسيره" الفاء الأولى فإنه أورد البيت نظيرًا لقوله تعالى: {فبذلك فليفرحوا} [يونس/ ٥٨] فقال: الفاء في بذلك زائدة، مثلها الفاء الداخلة على عند في البيت، وتقديم "عند" للتخفيف كتقديم "ذلك"، وسيبويه لا يثبت زيادة الفاء، وحكم بزيادتها هنا للضرورة، ومن تبعه وجّه زيادة ما أوهم الزيادة، فوجهها "اللباب" بأنها إنما كررت لبعد العهد بالفاء الأولى، كما كرر القائل إنَّ في قوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>