على أن الكوفيين قالوا بزيادة "من" في الواجب كما هنا، واختاره ابن مالك، قال أبو حيان في "شرح التسهيل" عند قوله: ولا يمتنع تعريفه، ولا خلوه من نفي وشبهه وفاقًا للأخفش: وافق المصنف الأخفش، وذكر جملة ما استدل به لهذا المذهب في شرحه نظمًا ونثرًا، فمن ذلك قوله تعالى:(وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ)[الأنعام/ ٣٤]، (يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ)[الكهف/ ٣١]، (وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ)[البقرة/٢٧١]، (يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ)[نوح/٤]، (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)[البقرة/٢٥]، وفي البخاري من كلام عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي جالسًا فيقرأ وهو جالس، فإذا بقي من قراءته كذا، هكذا حفظ بخط من يعتمد، أي: لقد جاءك نبأ، ويحلون أساور، ويكفر عنكم سيئاتكم، يغفر لكم ذنوبكم، تجري تحتها الأنهار، فإذا بقي قراءته نحو من كذا، وقال عمرو بن أبي ربيعة: