للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر:

يَظَلُّ بِهِ الحِرْبَاءُ يمثُلُ قَائِمًا ... وَيَكْثُرُ فِيها مِنْ حَنِينِ الأَبَاعِرِ

أي: ما قال كاشح، وقد كان طول إدلاج، وكنت أرى بين ساعة، ويكثر فيه حنين.

ورأى زيادة "من" في الإيجاب الكسائي، وخرج عليه "إن من أشد الناس عذابًا المصورون"، وابن جني، وخرج عليه قراءة ابن هرمز (لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ) [آل عمران/ ٨١]، تقديره عنده: لمن، فأدغم نون من في ميم ما، فاجتمعت ثلاث ميمات، فحذفت ميم "من" وبقيت الثانية التي كانت نونًا مدغمة في ما، انتهى ما لخص من شرح المصنف.

وأما الكوفيون، فاختلف النقل عنهم، فقال بعض أصحابنا عنهم: إنها تزاد في الواجب وغيره بشرط أن يكون مجرورها نكرة، وحكوا عن العرب: قد كان من مطر، وقد كان من حديث فخلا عني أي: كان مطر، وقال الكسائي وهشام من زائدة في قوله تعالى: (يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ) [نوح/٤]، (وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ) [محمد/ ١٥]، (يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ) [النور/ ٣٠]، كما قال الأخفش فلم يشترط أن يكون المعمول نكرة، ووافقهم الفارسي على زيادتها في قوله تعالى: (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ) [النور/٤٣] أي: جبالًا فيها برد، وجعل أبو عبيدة في "المجاز" له من زائدة في قوله: (أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ) [البقرة/١٠٥]، واستدل أيضًا على زيادتها بغير الشرطين بقوله تعالى: (فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ) [المائدة/٥].٣٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>