في "شرح أبيات الجمل": رب تتعلق بفعل محذوف دل عليه "لاقى" عند أبي علي، وهو الصحيح، لأن ما تعمل فيه رب لابد له من صفة، والجملة في موضع خفض على الصفة لغابط، وعند غيره تتعلق ب"لاقى" وهي وما بعدها في موضع نصب، ومنكم: متعلق ب"لاقى"، والبيت لجرير من قصيدة هجابها الأخطل، وقبله:
إن العيون التي في طرفها حور ... قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به ... وهن أضعف خلق الله أركانا
على أن المضاف اكتسب التذكير من المضاف إليه بدليل الإخبار عنه بقوله: مكسوف، ولم يقل: مكسوفة، قال أبو حيان في "شرح التسهيل": لكنه قليل، وليس كتأنيث المذكر لتأنيث المضاف إليه. وأنشد هذا البيت مع أبيات أخرى، ثم قال: وجعل المصنف من هذا القبيل قوله تعالى: (فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِين)[الشعراء: ٤] ولم يقل خاضعات، لأن بالإضافة سرى إليها التذكير من المضاف إليه، وهو الضمير. انتهى. قال العيني: إن قائله من المولدين، وهو معنى مليح، وفيه موعظة كبيرة.