للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير ذلك، ذكرناه في الشاهد السابع والسبعين من شواهد الرّضي. والبيت من شواهد سيبويه الخمسين التي لا يعرف قائلها، والله أعلم.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والسبعين بعد المائتين]

أرواحٌ مودِّعٌ أم بكور ... أنت فانظر لأيِّ ذاك تصير

لما تقدم قبله، وأنشده سيبويه في الباب المذكور. قال ابن خلف: إنما جاء سيبويه به لقوله: أنت فانظر، وهو يشبه: زيد فاضربه، وقد قال: لا يجوز إلاَّ على إضمار بسبب دخول الفاء، وقد دخلت الفاء في قوله "فانظر" فتأول ذلك على وجوه أراد بها تصحيح دخول الفاء، وأنها على غير الوجه الذي أفسده دخولها فيه. وجملة تأوله ثلاثة أوجه، أحده: ترفع أنت بفعلٍ مضمر يفسره الفعل المظهر الذي بعده، والثاني: تجعل أنت مبتدأ وضمر له خبرًا، وتجعل الفاء جوابًا للجملة، كأنه قال: أنت الرجل، كما تقول: أنت الهالك، ثمَّ تحذف فتقول: أنت لدلالة الحال عليه، الثالث: تجعل أنت خبر المبتدأ، كأنّك نويت الرّجل، جعلته في نيتك المبتدأ، وقال أبو سعيد السّيرافي: ووجه رابع عندي: أن ترفع أنت ببكور، لأنَّ المصادر تعمل عمل الأفعال، كأنك قلت: أأن تروح أم تبكر أنت؟ قال: وفيه وجه خامس، وهو أن يجعل البكور في معنى اسم الفاعل باكر، كما تقول: زيد إقبال وإدبار. ويجوز فيه وجه سادس، وهو أن تحذف المضاف، وتقيم المضاف إليه مقامه، كأنك قلت: أم صاحب بكور؟ انتهى كلام ابن خلف باختصار.

<<  <  ج: ص:  >  >>