وقوله: ويوم دخلت الخدر .. إلى آخره، معطوف أيضاً على يوم، ولا سيما يوم، لكنه بني لإضافته إلى الفعل، والخدر، بالكسر، قال الأزهري: هو خشبات تنصب للجارية فوق قتب البعير مستورة بثوب، فهو الهودج الخدر، وخدر عنيزة بدل منه، يريد، أنه بعد أن عقر بعيره للنساء في "دار جلجل" ركب مع عنيزة على جملها، فكان يميل إلى هودجها، فيقبلها ويلاعبها، فقالت: لك الويلات، وفيه قولان، أحدهما، أنه دعاء عليه: إذا كانت تخاف أن يعقر بعيرها. والثاني: أنه غير مقصود بظاهره كقولهم: قاتله الله ما أشعره! ومرجلي: اسم فاعل من أرجله إذا صيره راجلاً، أي: ماشياً ليس له دابة، وقوله: تقول إذا مال الغبيط، بالغين المعجمة: قتب الهودج، وعقرت هنا بمعنى جرحت ظهره.
وقوله: فقلت لها سيري: أمر بالسير، وجناها: ما اجتنى منها من القبل، والمعلل: اسم فاعل من التعليل مصدر علله، أي: ألهاه، وأشغله بلذة.
وترجمة امرئ القيس تقدمت في الإنشاد الرابع من أول الكتاب.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الستون بعد الخمسمائة]
(٥٦٠) سلام الله يا مطر عليها
تمامه: وليس عليك يا مطر السلام
على أن تنوين مطر للضرورة، واقتصر على المضطر إليه من التنوين وهو النون الساكنة، فألحقت وبقيت حركة ما قبلها على حالها، إذ لا ضرورة إلى تغييرها، فإنها تندفع بزيادة النون، وهذا مذهب سيبويه والخليل والمازني، قال النحاس: والأخفش المجاشعي: وحجتهم أنه بمنزلة مرفوع ما لا ينصرف، فلحقه التنوين على