[وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والتسعون بعد الخمسمائة]
(٥٩٦) ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها ... قيل الفوارس ويك عنتر أقدم
على أنه قد تلي كاف الخطاب لـ "وي" قال ابن الشجري: قال بعض اللغويين: وي: اسم للفعل، ومعناه: أتعجب، كما تقول: وي! لم فعلت [هذا]؟ فالكاف في هذا الوجه حرف خطاب كالكاف في "رويدك، فهي دالة على أن التعجب موجه إلى مخاطب، لا إلى غائب.
وقال آخر: ويك: بمعنى: ويلك، وحذفت اللام لكثرة استعمال هذه اللفظة، واحتجوا بقول عنترة: "ويك عنتر أقدم" فالكاف على هذا القول ضمير، ولها محل من الإعراب. انتهى.
والبيت من معلقة عنترة، قال شراح المعلقة: قال بعض النحويين معنى ويك: ويحك، وقال بعضهم: معناه ويلك، وكلا القولين خطأ، لأنه كان يجب على هذا أن يقرأ (ويك أنه) كما يقال: ويلك أنه، وويحك أنه، وقد احتج لصاحب هذا القول بأن المعنى: ويلك اعلم أنه لا يفلح الكافرون، وهذا أيضاً خطأ من جهات، إحداها: حذف اللام من ويلك: وحذف اعلم، لأن مثل هذا لا يحذف، لأنه لا يعرف معناه وأيضاً فإن المعنى لا يصح، لأنه لا يدري من خوطبوا بهذا. وروي عن بعض أهل التفسير: أن معنى ويك: ألم تر؟