للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعفا المنزل يعفو عفواً وعفواً وعفاء بالفتح والمد: درس وذهبت آثاره، والرواية في ديوانه:

ورسم عفا آياته منذ أزمان

والرسم: ما كان لاصقاً بالأرض نحو الرماد والبعر، والآيات: العلامات، ويعجبني قوله منها:

إذا المرء لم يخزن عليه لسانه ... فليس على شيء سواه بخزان

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والأربعون بعد الخمسمائة]

(٥٤٩) أقوين مذ حجج ومذ دهر

وصدره:

لمن الديار بقنة الحجر

على أن جر "مذ" للزمان الماضي قليل، والمشهور في الرواية:

أقوين من حجج ومن دهر

وبه استدل الكوفيون في جواز استعمال "من" الابتدائية في الزمان أيضاً، وأجاب الرضي بأن "من" فيه تعليلية مع تقدير مضاف، لا ابتدائية، وهو الحق، فإن علة إقواء الديار مرور الدهور عليها لا ابتداء مرورها، وقد بسطنا الكلام عليه بذكر ما للعلماء فيه في الشاهد الرابع والسبعين بعد السبعمائة من شواهد الرضي.

قوله: لمن الديار، الظرف خبر مقدم، والديار مبتدأ مؤخر، وهذا الاستفهام تعجب من شدة خرابها، حتى كأنها لا تعرف ولا يعرف أصحابها وسكانها، والقنة، بضم القاف: أعلى الجبل، ومثله القلة، والحجر، بكسر الحاء المهملة:

<<  <  ج: ص:  >  >>