للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولم أقف على قائله، ولا علة تتمته. قال الدماميني: فقيرًا: حال من التاء، وهي المفعول الأول النائب عن الفاعل، وذا غنى: هو المفعول الثاني: وضمير نلته: عائد إلى الغنى، والمعنى: ظننت غنيًا في حال كوني فقيراُ، ثم نلت الغنى، فلم ألف ذا رجاء في حالة كوني غير واهب له، بل ألقاه منعمًا عليه محسنًا إليه، وهذا رجل عرف قدر النعمة، فشكر، جزاه الله خيرًا. انتهى.

[لما]

[أنشد فيه، وهو الإنشاد الثالث والخمسون بعد الأربعمائة]

(٥٣) فإنْ كنتُ مأكولًا فكنْ خير آكلٍ ... وإلا فأدركني ولما أمزق

على أن منفي لما يستمر نفيه إلى حال التكلم. قال أبو حيان: نفى التمزيق عنه إلى زمام إخباره، لا يريد انتفاء التمزيق فيما مضى، ثم مزق، وقد اضطرب كلام المصنف في "لما" هذه، فقال في هذا الكتاب ما ذكره، وقال في شرح "الكافية": لا يشترط كون المنفي بلا قريبًا من الحال، بل الغالب كونه قريبًا، وكذلك اختلفت عبارة أصحابنا، فبعضهم يقول: لما لنفى الماضي المتصل بزمان الحال، وبعضهم يقول: لما لنفي الماضي القريب من الحال، وزاد المصنف أن نفيها للماضي القريب من الحال ليس شرطًا، بل غالبًا، فعلى هذا قد تكون نافية للماضي الذي لا يتصل بالحال، ولا يقرب من الحال، فتكون إذ ذاك مساوية في النفي في مطلق الانتفاء هذا آخر كلام أبي حيان.

والبيت من قصيدة للممزق العبدي أوردها صاحب "الحماسة البصرية" واقتصر على بعضهما ابن قتيبة في كتاب "الشعراء" وهو هذا:

وناجيةٍ عديتُ من عندِ ماجدٍ ... إلى واجدٍ من غيرِ سخطٍ مفرقِ

وقدْ تخذت رجلي إلى جنبِ غرزها ... نسيفًا كأفحوص القطاة المطرق

<<  <  ج: ص:  >  >>