تروحُ وتغدو ما يحل وضينها ... إليك ابنَ ماءِ المزن وابن محرقِ
تبلغني منْ لا يدنسُ عرضهُ ... بعذرٍ ولا يزكو لديه تملقي
أحقًا أبيت اللعن أن ابن فرتني ... على غير إجرام بريقي مشرقي
فإن كنت مأكولًا فكنْ أنت آكلي ... وإلا فأدركني ولما أمزق
فأنت عميد الناس مهمتا تقل يقلْ ... ومهما يكنْ منْ باطلٍ لا تحقق
آكلفتني أدواءَ قومٍ تركتهمْ ... فإلا تداركني منَ البحر أغرقِ
فإن يعمنوا أشئتم خلافًا عليهم ... وإن يتهموا مستحقبي الحرب أعرق
قوله: وناجية مجرور برب المضمرة بعد الواو، ومحله النصب على أنه مفعول لعديت، أي: جاوزتها، والناجية: الناقة السريعة، والماجد: الشريف، والواجد: اللئيم السيء الحلق، لأنه يجد من غير وجد للؤمه. وقوله: وقد تخذت رجلي: استشهد به أبو علي في "الإيضاح"على أن تخذ بمعنى أخذ، والغرز للرحل كالركاب للسرج، والنسيف: الأثر في جنبي الناقة من القدمين، وأفحوص القطاة: مبيضها تفحصه وتنقيه، وتبيض فيه، والمطرق، بفتح الراء: التي تضيق عن بيضتها شيئاُ، وأصله المرأة يخرج بعض ولدها ويبقى بعضه، فيغشى عليها. وقوله: ما يحل وضينها بالبناء للمفعول، والوضين: بطان عريض منسوج من سيور أو شعر، ولا يكون إلا من جلد. وقوله: إليك ابن ماء المزن ... إلى آخره، ابن: منادى بإضمار "يا" وماء السماء من ملوك الشام من قبيلة غسان، واسمه عامر بن حارثة الغطريف، وسمي ماء السماء لأنه كان يحتبي في المحل، فينوب عن الغيث بالرفد والعطاء، ومحرق: هو الحارث بن عمرو بن عامر بن حارثة الغطريف، والحارث هو أخو جفتة أبي ملوك الشام، وسمي محرقًا لأنه أول من عاقب بالنار، وقوله: إن ابن فرتنى بفتح الفاء وسكون الراء بعدها مثناة مفتوحة فنون: هي المرأة الزانية والأمة أيضًا، وأراد بابن فرتني: الواشي، وهي كلمة سب، وإجرام: مصدر أجرم، أي أذنب،