للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومشرقي: اسم فاعل من أشرقي بريقي: أي أغصني به متعدي شرق بريقه: إذا لم يقدر أن يبلعه. وقوله: وإلاَّ فأدركني، أي: وإن لم تكن آكلي، وأدركني: أمر من أدركه: إذا طلبه، فلحقه، يعني فأعثي قبل أن أقتل، وأمزّق بالبناء للمفعول، وبهذا سمي الممزق بصيغة اسم المفعول، قال العسكري في كتاب "التصحيف": الممزَّق العَبْدي: مفتوح الزاي اسمه شأس بن نهار، وسمي بهذا البيت الممزق، قال أبو اليقظان: الممزق من بني منبّه بن نُكرة بن لُكيز، وكان من عبدة الأوثان، قتل كافرًا. انتهى.

قال المبرد في أوائل "الكامل": كتب عثمان بن عفان إلى علي بن أبي طالب حين أُحيط به: أما بعد، فإنه قد جاوز الماءُ الزُّبى، وبلغ الحِزامُ الطُّبيين، وتجاوز الأمر بي قدره، وطمع فيَّ من لا يدفع عن نفسه

فإن كنت مأكولاُ فكن خير آكِلٍ .. البيت.

قوله: قد جاوز الماءُ الزبى، الزبية: مصيدة الأسد، ولا تتخذ إلَّا في قُلَّة أو رابية أو هضبة، وتقول العرب: "قد علا الماء الزُبى"، و"قد بلغ السِّكينُ العظم"، و"بلغ الحِزامُ الطُّبيين"، و"قد انقطع السَّلى في البطن"، والسَّلى من المرأة والشاة: ما يتلفّ فيه الولد في البطن، ويقال لمواضع الأخلاف من السباع والحيل أطباء جمع طُبي، كقُفل، كما يقال في الظِّلف والخُفّ من السباع والخيل جمع طُبي، كقُفل، كما يقال في الظِّلف والخُف خِلفٌ مكان هذا، وإذا بلغ الحزام الطُّبيين فقد انتهى في المكروه. وتمثُّلُهُ بالبيت يُشاكل قول القائل:

فَإنْ أَكُ مَقْتُولًا فَكنْ أنتَ قاتِلي ... فَبَعْض مُنَايَا القَوْمِ أكْرَمُ مِنْ بعضٍ

إلى هنا كلام المبرد، قال صاحب "نشوار المحاضرة": هذا البيت لطرفة بن العبد، قال: وأخذه عبد الله بن الحجاج التغلبي، فأفسده، فقال:

فَإنْ كُنْتُ مَأكولًا فَكُنْ خيرَ آكلٍ ... وإنْ كُنْتُ مَذبُوحًا فكنْ أنتَ ذابحي

<<  <  ج: ص:  >  >>