أن "لا" ناهية، وأن "الواو" للحال، والصواب: أنها عاطفة، وهو مأخوذ من قول سابق البربري، من قصيدة وعظ بها عمر بن عبد العزيز:
حتى متى أنا في الدنيا أخو كلف ... في الحد مني إلى لذاتها صعر
ولا أرى أثراً للذكر في جسدي ... والحبل في الحجر القاسي له أثر
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والثلاثون بعد الستمائة]
(٦٣٧) فقلت ادعي وأدعو إن أندى ... لصوت أن ينادي داعيان
على أن أدعو منصوب في جواب الأمر بأن مضمرة بعد واو المعية، وبه استشهاد سيبويه، قال الأعلم: الشاهد فيه نصب أدعو بإضمار أن حملاً على معنى: ليكن منك أن تدعي وأدعو، ويروى:"وأدع فإن أندى" على معنى: لتدعي لأدع على الأمر. وأندى: أبعد صوتاً، والندى: بعد الصوت، انتهى. وبهه استشهد الفراء في "تفسيره" عند قوله تعالى: (ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ)[البقرة/ ٢٤٦] قال: أراد ادعي ولأدع، وفي قوله: وأدع، طرف من الجزاء، وإن كان أمراً قد نسق أوله على آخره، ومثله قول الله عز وجل:(اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا ولْنَحْمِلْ)[العنكبوت/ ١٢] هو أمر فيه تأويل جزاء، وهو كثير في كلام العرب؛ قال الشاعر:
فقلت ادعي وأدع .. البيت، أراد: ادعي، ولأدع، فإن أندى؛