للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: أتمدح رجلًا فعلتُ به ما فعلت؟ ! فقال: يا أمير المؤمنين، إنه كان إلي محسنًا، ولي مؤثرًا؛ ففي أيّ وقت كنت أكافئه بعد هذا اليوم؟ ! فقال: صدقت وكرمت؛ قد عفوت عنك وعنه، فخذه وانصرف، فانصرف به إلى منزله. وأخرج عن ثعلب قال: قال نوح بن جرير لأبيه: يا أبة، من أنسب الشعراء؟ قال له: أمع ما قلت؟ قال له: إني لست أريد من شعرك، إنما أريد من شعر غيرك، قال: ابن الرقاع في قوله:

لولا الحياء وأنَّ رأسي قد عثا ... .. الأبيات الثلاثة.

ثمَّ قال لي: ما كان يبالي إن لم يقل بعدها شيئًا.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والثمانون بعد المائتين]

(٢٨٧) حلفت لها بالله حلفة فاجرٍ ... لناموا فما إن من حديث ولا صالي

على أن ابن عصفور زعم أنَّ لام جواب القسم تدخل بدون "قد" على الماضي البعيد الواقع جواب القسم.

والبيت من قصيدة لامرئ القيس، تقدم قريبًا شرح أبيات ثلاثة من أولها، وتقدم بعضها في الإنشاد الثالث والستين بعد المائة وقد ذكرنا ما يتعلق به هنا في الشاهد الخامس عشر بعد الثمانمائة من شواهد الرضي.

وإن: زائدة، وكذلك "من" زائدة في المبتدأ، وخبره محذوف، أي: مستيقظ، والحديث: يحتمل أن يكون صفة بمعنى المحادث، كالعشير بمعنى المعاشر، ويحتمل أن يكون بمعنى الكلام، فيقدر مضاف، أي: ذي حديث، وصالي: من صلي بالنار، إذا قرب منها، ودفع بحرارتها ألم البرد. وقبله:

سموت إليها بعد ما نام أهلها ... سموَّ حباب الماء حالًا على حال

<<  <  ج: ص:  >  >>