كالأول، على أنه توكيد لفظي له، وتبعه في البناء، وروى صاحب "اللباب" نصب الأول، وأضافته إلى الثاني، قال شارحه الفالي: فيكون المضاف إليه على هذا جنساً كما قول: طلحة الخير، وحاتم الجود، والتنكير للتفخيم.
وملخص ما ذكرنا: أن نصر الأول روي فيه وجهان: ضمه ونصبه، والثاني: روي فيه أربعة أوجه: ضمه ورفعه ونصبه وجره، والثالث روي فيه وجه وحد: وهو النصب. واعلم أن الصاغاني قال في "العباب"، وتبعه صاحب "القاموس" إن اسم الحاجب إنما هو نضر، بالضاد المعجمة، وإن الثلاثة في البيت الأول بالإعجام، وإهمال الصاد تصحيف، وأما نصر في البيت الثاني، فهو بالإهمال لا غير. وقوله: بلغك الله، مقول القول، وبلغ بالتشديد: متعد إلى مفعولين ثانيهما محذوف، أي: مرادك، وبلغ: فعل أمر، ومفعوله الأول محذوف، أي: أرجوزتي ومديحي ونحوهما، ونصر الثاني: عطف بيان، ويثبني: مجزوم في جواب الأمر، يقال: أثابه الله، أي: جزاه وأعطاه، والوفر: المال الكثير. وهذا الرجز قيل لرؤبة، ولم أره في ديوانه، وقيل لغيره، والله أعلم، وقد تكلمنا على هذا في الشاهد السابع عشر بعد المائة، من شواهد الرضي، بأبسط مما هنا.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والعشرون بعد الستمائة]
(٦٢٧) وإني وتهيامي بعزة بعدما ... تخليت مما بيننا وتخلت
لكالمرتجى ظل الغمامة كلما ... تبوأ منها للمقيل اضمحلت
على أن أبا علي قال:"وتهيامي بعزة بعد ما تخليت مما بيننا، وتخلت" معترضة بين اسم إن وخبرها، وهو قوله:"لكالمرتجي" قال أبو الفتح ابن جني في "باب الباء" من "سر الصناعة": وسألت أبا علي عن قول