للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدر في الأصل: اللبن، يقال في المدح: للهِ دَرُّه، أي: عمله. وقوله: ما أجن صدري! هو صيغة تعجب من الجنون، قال صاحبُ "الصحاح": وقولهم في الجنون: ما أجنّه! شاذلا يُقاس عليه.

وقد صار البيت الأوَّل مثلًا عند العلماء للتأويل المذكور فيما ظاهرُه الاتحاد بين الموضوع والمحمول، قال صاحب "الكشاف" عند قوله: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) [الواقعة: ١٠] المراد: السابقون من عرفت حالهم، وبلغك وصفهم كما في "شعري شعري"، أي: شعري ما بلغك وصفُه، وسمعت ببراعته وفصاحته، وصحَّ إيقاع "أبي النجم" خبرًا لتضمنه نوع وصفية واشتهار بالكمال، والمعنى: أنا ذلك المعروف بالكمال، وشعري هو الموصوف بالفصاحة.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والثلاثون بعد الخمسمائة]

ياشاة من قنص لمن حلت له ... حرمت عليه وليتها لم تحرم

على أنَّ "مَنْ" فيه عند الكسائي زائدة، ورأيت في تفسير الفراء كلامًا يتعلق بزيادتها لم يفصح عنه، قال عند قوله تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ) [آل عمران/ ١٥٩] العرب تجعل ما صلة، في المعرفة والنكرة واحدًا، قال الله تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ) [النساء: ١٥٥] والمعنى: فبنقضهم، و (عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ) [المؤمنون/ ٤٠] والمعنى عن قليل، وربما جعلوها اسمًا وهي في مذهب الصلة، فيجوز فيما بعدها الرفع على أنه صلة، والخفض على اتباع الصلة لما قبلها، قال الشاعر:

فكفى بنا فضلًا على ما غيرنا .. البيت

<<  <  ج: ص:  >  >>