للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شنًا حال بتأويل متشننة، من التشنن، وهو اليبس في الجلد، والباء في ببيداء تتعلق بمحذوف تقديره: شنًّا كأنه ببيداء. هذا كلامه. والشن: القربة الخلق، والبيداء: الفلاة التي تبيد من يدخلها، أي: تهلكه، والبلقع: القفر. وهذا البيت فلَّما خلا منه كتاب نحوي، ولم يعرف قائله، والله أعلم.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث بعد الثلاثمائة]

(٣٠٣) فقالت أكلَّ النَّاس أصبحت مانحًا ... لسانك كيما أن تغرَّ وتخدعا

علي أنَّ ظهور أن بعد كي خاصّ بالشعر. قال ابن عصفور في كتاب "الضّرائر": ومنها زيادة أن كقوله:

أردت لكيما أن تطير بقربتي

أن فيه زائدة غير عاملة، لأن لكيما تنصب الفعل بنفسها، ولا يجوز إدخال ناصب على ناصب، وأما قول حسّان:

فقالت أكل النَّاس أصبحت مانحًا ... .. البيت

فـ "أن" فيه ناصبة لا زائدة أظهرت للضرورة، لأنَّ "كيما" إذا لم يدخل عليها اللَّام كان الفعل بعدها منتصبًا بإضمار أن، ولا يجوز إظهارها في فصيح الكلام. انتهى. وقال ابن مالك في "شرح الكافية" بعد إنشاد هذا البيت: والأظهر في كي هذه أن تكون بمعنى اللَّام، وقال في "التسهيل": ويترجّح مع إظهار أن مرادفة اللَّام على مرادفة أن. قال ناظر الجيش: وهذا الكلام منه محتمل لأمرين: إمَّا كون كي في مثل هذا التركيب مرادفة لأن، وأتى بـ "أن" بعدها توكيدًا ضرورة، وهو قول النحاة، فيكون هذا القول مقابلًا لقول من يقول:

<<  <  ج: ص:  >  >>