على أن قوله كسيرًا خبر فما يزال، وهذا اختيار ابن الشجري، قال في المجلس الحادي عشر من "أماليه" قال: وانتصاب كسيرًا على أنه خبر ما يزال، وقوله: مما يقوم على الثلاث، ما: مصدرية، فالمعنى: من قيامه، ومن متعلقة بالخبر المحذوف، فتحقيق اللفظ والمعنى: ألف القيام على ثلاث، فما يزال كسيرًا، أي: ثانيًا إحدى قوائمه حتى كأنه مخلوق من القيام على الثلاث، ومثله في وصف العين باسم الحدث قول الآخر:
أي: والنساء خلقن في أول الدهر من الإخلاف والمطل، وقد ذهب بعضهم إلى أن ما بمعنى الذي، والمضمر في يقوم عائد على ما، وكسيرًا: حال من الضمير، وهو بمعنى مكسور، كقتيل ومقتول، وخبر ما يزال الجملة من كأن واسمها وخبرها، والقول الأول قول أهل العلم الموثوق بعلمهم، وكسير من الأوصاف المعدولة عن فاعل إلى فعيل للمبالغة، فكسير أبلغ في الوصف من كاسر، كما أن رحيمًا وسميعًا وقديرًا أبلغ من راحم وسامع وقادر؛ لأن الموصوف بفعيل هو الذي يكثر منه ذلك الفعل، ومعنى كاسر ثان من قولك: ثنى يده، أي: لواها، وثنى الفرس قائمته، والصفون مصدر صفن: إذا ثنى في وقوفه إحدى قوائمه، فوقف على سنبكها، وقد يكون الصفون أيضًا في غير هذا جمع صافن، قال عمرو بن كلثوم: