للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَرَكْنَا الخَيْل عَاكِفَةً عَلَيْهِمْ ... مُقَلدَةً أَعِنَّتَهَا صُفُونا

انتهى كلام ابن الشجري.

وقال قبل هذا في المجلس التاسع عند إعراب قوله تعالى: (الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ) الصافن من الخيل: القائم الذي يثني إحدى يديه، أو إحدى رجليه حتى يقف بها على سنبكه، والسنبك: مقدم الحافر، فثلاث من قوائمه حوافرها مطبقة على الأرض، والرابعة متصل بالأرض طرف حافرها فقط، هذا قول أهل اللغة، وأصحاب التفاسير، وقال بعض اللغويين: الصافن: القائم ثنى إحدى قوائمه، أو لم يثنها، وأصوب القولين عندي الأول، بدليلين، أحدهما قول الشاعر:

أَلِفَ الصُّفُونَ فَمَا يَزَالُ كَأَنَّه ..... البيت

والثاني: قراءة عبد الله: (فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافِنَ) [الحج/ ٣٦]، أراد: معقلات قيامًا على ثلاث، شبه الإبل التي تقام لتُنحر، وإحدى قوائم البعير معقولة، بالخيل الصافنة، انتهى.

وأورده صاحب "الكشاف" عند هذه الآية، على أن الصافن الفرس الذي يقوم على طرف سنبك يد أو رجل، وهو من الصفات المحمودة في الخيل لا تكاد توجد إلا في العراب الخلص.

وقول المصنف: وقيل "ما" بمعنى الذي ... الخ، هذا قول أبي الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش في كتاب "أبيات المعاني" واختاره ابن الحاجب في "أماليه" ورد ما تقدم بناء على أنه لا يصح جعل ما في قوله: "مما يقوم" مصدرية من ثلاثة وجوه:

<<  <  ج: ص:  >  >>