أحدها: أن كأن تبقى بلا خبر إذ "مما يقوم" لا يصلح أن يكون خبرًا لفوات الفائدة فيه.
ثانيها: أن "كأن" تبقى غير مرتبطة بشيء.
ثالثها: ما يلزم من أنه حكم عليه بالكسر، وليس كذلك، قال: ويجاب عن الثالث بأن يكون التقدير شبه كسير، وأجاب ابن الشجري عن الأول بتأويل وصف العين بالحدث للمبالغة، أي: مخلوق من القيام على الثلاث، فحصلت الفائدة على أبلغ وجه، وأجاب عن الثاني بأن "كأن" تكون غاية، فيحصل ارتباطها بما قبلها، والمعنى حتى كأنه مخلوق من القيام، ولا يريد أن حتى الابتدائية محذوفة؛ لأنه لم يقل به أحد، وإنما ذلك معنى الكلام وفحواه، وأجاب عن الثالث أيضًا بان كسيرًا معناه ثان إحدى قوائمه، وليس من الكسر الذي هو خلاف الصحة حتى يؤول بشبه كسير، وإن شئت الوقوف على كلامه، فهو أنه قال: هذا البيت يوهم أن كسيرًا خبرًا لكأن في المعنى، إذ يسبق إلى الفهم أنه شبهه لشدة رفعه إحدى قوائمه بكسير، وأن قوله مما يقوم على الثلاث تقرير لسبب تشبيهه به فكأنه قال: كأنه كسير من أجل دوام قيامه على الثلاث، ويلزم على هذا أن يكون نصب كسير لحنًا، فينبغي أن يطلب له وجه يصح في الإعراب، ولا يخل بالمعنى، فتقول: إنما أخبر بقوله مما يقوم، وما بمعنى الذي، فكأنه قال: من الخيل التي تقوم على الثلاث كسيرًا، فيكون كسير حالًا من الضمير في يقوم، وذكر يقوم إجراء له على لفظ ما، فشبه بالخيل التي تقوم على ثلاث في حال كونها مكسورًا إحدى قوائمها، فاستقام المعنى المراد على هذا، ووجب نصب كسير باعتباره على الحال، ولا يستقيم أن يكون كسير خبرًا ليزال؛ لأنك إذا جعلته خبرًا ليزال، فلا يخلو إما أن تكون "ما" في مما يقوم مصدرية كما قدرت أولًا، أو بمعنى الذي كما قدرت ثانيًا، فإن جعلتها مصدرية بطل لوجوه، أحدها: أن كأن تبقى بلا خبر إذ مما يقوم لا يصلح أن يكون خبرًا لفوت الفائدة فيه، والثاني: أن كأن تبقى غير مرتبطة بشيء، والثالث: ما يلزم من أنه حكم عليه بالكسر وليس كذلك، ويجاب